%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%87%20%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87%20%D8%A3%D9%85%20%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


ثقافه جولانيه أم تصفيات شخصية
رامي أيوب - 30\09\2008
من اجل خطوة نحو المدنيه, لا بد من قيام مؤسسات ومنظومات اجتماعيه, لتكوين أسس اجتماعيه صحيحة, ولتكون المحرك الأساسي للمجتمع وركيزة توجهاته واختلافاته الفكرية والثقافية, وطبعا لا بد من وجود فسحة للتعبير عن الرأي, لتكون فرصة لتعلم أسس الحوار ومبادئه, والقبول بالأخر و و و الخ.... , هذا ما يروجون له بشكل يومي !!!.
فهنالك المؤسسات الثقافية والطبية والفنية, وطبعا... لن ننسى أجواء المحبة والود السائدة بين أفراد المجتمع الواحد وخاصة "مثقفيه".
تلك هي الصورة التي أحببت أن تكون فاتحة هذا المقال, ولكن!!!! الحقيقة لم تسعفني لذلك, فكان لا بد من النظر لأحوال وتفاصيل مجتمعنا ثانية, لندرك بان كيل الثقافة والحرية التي حصلنا عليها في السنوات الأخيرة, على يد مؤسساتنا وصحافتنا, قد دفعنا مقابلها وحدتنا وأخلاقنا وإنسانيتنا, وربما وطنيتنا .
فمن اجل حب الابتذال والتصنع, تتناطح أفواهنا بالكلام عن الرقي بأشكاله وأنواعه, بالوقت الذي تتقيأه نفوسنا من شدة تمسكنا بعقليتنا الفوقية العليا .
ما دعا لكتابة هذا المقال, هو حدة تصاعد الوتيرة على الجبهة الشرقية بين الموقعين المحليين بانياس وجولاني , أو بالأحرى بين جيوشهم الجرارة. (لست هنا بصدد لعب دور القاضي الواعي أو إدانة إحدى الجهتين).
ألصحافه في الجولان ما زالت تخضع للاعتبارات الشخصية, أو ما يمكن تسميته ب "المصلحة" , فالصحافة هنا لم تخرج بعد من قوقعة الملكية الخاصة, أو المصلحة الخاصة ( الكلام عن المضمون الثقافي وليس المردود المادي) وما زال أصحابها غارقون في مستنقع الظن بأنه يحق لهم التصرف بصورة المجتمع كيفما شاءوا, فالكلام المنشور على أنواعه, ما زال من حق المحررين, وطبعا هم الاْدرى بمصالحهم من غيرهم وهذا ليس من شان احد , ولله في خلقه شؤون. ومن هذا المنطلق, فان "مثقفي" هذه الطبقة ما زالوا يتجاهلون بقصد أم بغير قصد أهمية الكلمة أو الرأي وتأثيرهما على القراء والمتصفحين, وما قد ينجم عنهما , بالرغم من أن الكلمة هي المادة الأولية التي تقوم عليها مصالحهما, وبخلاف أي مصلحه أخرى, والتي يكون التاجر أو المهني على علم ومعرفة تامة بأصول مهنته والمواد التي يتعامل معها, فمصلحة الإعلام عندنا ما زالت تخضع للاعتبارات الخاصة كما ذكرت , لذلك ما زالوا أصحاب تلك المهنة يحتفظون لأنفسهم بحق استعمال مواقعهم كتحصين عسكري, أو منصات إطلاق للقذف والتشهير بالآخر عند اللزوم , بل استعمال واستغلال مشاعر واندفاعية القراء والمعلقين كجيوش لخدمة مصالحهم وصراعاتهم الخاصة, ولكي يتولى الجمهور مهمة شتم الآخر نيابة عن أصحاب المواقع أنفسهم , دون أدنى حد من الشعور بالمسؤولية اتجاه هذا السلوك أو "الثقافة" و "الوعي" الذي ينقلونه لقرائهم ومتصفحي مواقعهم , فوجود جبهتين متصارعتين من القراء على الموقعين يعني ولادة انقسام وانشقاق جديد وكره للآخر, في الوقت الذي سبق لكلا الموقعين نقد حالة الانشقاق بالمجتمع الجولاني, والتي ما زالت مشروع بانياس حتى لحظة كتابة هذا المقال عبر محاورة المؤسسات الجولانية , وطبعا يجب الانتباه بان تلك المواصفات والميزات تتطابق وميزات الصحافة الصفراء.
لو قدم أرسطو من التاريخ وقام بنشر مقال في مواقعنا المحلية لن يجد عدد القراء والردود التي نجدها عل صفحة "الاقتتال" , فكيف نلوم المعلق أو القارئ في ظل وجود ثقافة يوميه تعمل على الترويج لهذا النوع من الفكر اللاعقلاني لعقول القراء تحت عنوان "استمتع بالصراع وكن على اتصال دائم معنا".
الأغرب من هذا كله , هو ظهور السيد وهيب بين الفينة والأخرى , مستغلا الحدث, ليذكر الجميع بصراعه الدائم والشخصي "جدا" مع أسرة بانياس, ممتثلا بسلوكه لأشكال القروية في أتعس حالاتها "قلي لقلك" , وكاْن العالم لا تكفيها همومها ومشاكلها حتى يأتي احدهم ويسرد لنا ويذكرنا بخلافاته الخاصة مع الآخرين يشكل دوري وروتيني ممل, وكل هذا تحت اسم الثقافة والوعي .
فها هم مثقفينا مره أخرى يفشلون في تخطي "الحاجز الحرج" والخروج من عقليتهم الفوقية و"اناهم" العليا, متناسين بان مواقعهم هي صورتنا للخارج ومرآة مجتمعنا, مستغلين ملكيتها الخاصة لشفاء غليلهم, ضاربين بعرض الحائط مسالة توريث تلك العقلية لجيل ليس بالقليل, تلك هي "الثقافة الواعية" التي تنتشر في الآونة الأخيرة في مجتمعنا, والتي بتحريفها قد تنحرف مفاهيم وأخلاق جيل كامل من القراء والمتصفحين. خطورة تلك الذهنية المتصارعة على الملاْ, تفوق خطورة ذهنية مخربين مغرضين يعملون بالخفي وغير معروفين.